بعد محاولتنا نشر المقال على موقع ساسة بوست وتم رفضه ننشره هنا
الحقيقة الغامضة والمغيبة - صراع القطبين في الجزائر -
يستمر الصراع الروسي الأمريكي في أرض الشهداء ...
إن المصيبة في الجزائر، أن الناس لا تبحث عن الحقيقة بصرف النظر عن وجهة النظر التي تتبناها، فمن يناصر النظام يصدق كل ما يخرج منه، ومن يناصر المعارضة بكل أطيافها إما معارضة شكلية أو معارضة حقيقية، فيصدق كل ما يخرج منها وكمثال خروج الحراك الأول الذي أقيل بوتفليقة على إثره ...
فالمعارضة تقول أن الشعب خرج بعفوية وتصميم منه وهي من ساهمت بتأييد هذا الحراك فنجح بقوة، لكن الحقيقة أن الحراك كان من هندسة المخابرات القديمة أو ما تعرف بجناح التوفيق الذي اعتمد على ورقة غضب الشعب المتراكم من العهدات البوتفليقية لرجل مقعد على كرسي ...
وبدأت الخلايا المخابراتية اللعب فكان الحراك الذي صدم النظام البوتفليقي وصدم الجيش ممثلا بالقايد صالح وفاجأ المعارضة فالكل يعرف ولكن ينسى ان القايد صالح كان ضد الحراك ومع عهدة خامسة للرئيس ...
بدأت الحرب المشتعلة الخفية بين التوفيق وبوتفليقة سنة 2008 في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ودخول أمريكا للعب بالداخل الجزائري، حيث أقنعت النظام البوتفليقي على إلغاء قاعدة 51/49 ...
(قاعدة اقتصادية لحماية السيادة تتبناها الجزائر منذ تأميم المحروقات أي استثمار للشركات الأجنبية داخل الجزائر تكون نسبتها 49 والشريك الوطني 51) وكان لعاب الولايات المتحدة طبعا على فتح أسهم شركة سوناطراك ...
السبب الثاني موافقة النظام البوتفليقي على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية للطائرات بدون طيار بالصحراء الجزائرية وبالتنسيق مع الجيش، بدل ان تشتري الجزائر هذه الطائرات من امريكا ...
وبهذا تسيطر النخبة الماسونية الأمريكية على الصحراء الجزائرية بالكامل وتفتح العوالم الأخرى كما حلم بها الشيطان كرولي ...
هنا هدده التوفيق آنذاك بإخراج الشعب الى الشارع فتوقف المشروع ولم يتوقف الصراع، بل ازداد حدة فكان رد نظام بوتفليقة ضد التوفيق ممثلا (روسيا) بقضية تقنتورين والتي كان هدفها إرسال رسالة للمخابرات أنك فاشلة في حماية اكبر الشركات (سونطراك) بالجزائر ...
كما ان الحدود على ليبيا سيكون هو الجحيم القادم للجزائر وهذا ما يعني إن كانت نجحت عملية تقنتورين، يعني قاعدة عسكرية (طائرات بدون طيار أمريكية) لحماية الأجانب، وخسائر مادية تضطر بها الجزائر للرضوخ للشركات الاجنبية على أسس جديدة 50 و 50 ...
عملية تقنتورين فشلت لسببين:
السبب االاول:
ذاك الشاب البسيط الذي ضغط على الزر الأحمر ليوصل الاشارة للجيش بوجود خطر على المؤسسة ...
السبب الثاني:
وجود قوات خاصة قوية جدا يترأسها من يوالي التوفيق معروف العقلية ...
فالشيوعية الروسية متجذرة في عقله، ما اعتقده خط احمر لا يهمني من قام بتجاوزه بريء كان او مذنب جزائري أو غربي الخلاصة سيقتل ...
وجن جنون التوفيق من العملية خاصة على الشركة البريطانية لأن قاعدة تقنتورین كانت متعاقدة مع شركه بریطانیه لتامین القاعدة بما یفوق 700 ملیون دولار سنویا ...
أيعقل أنه لم تكن هناك كامیرا واحدة ترصد محیط القاعدة لتكشف أي تحرك غريب ولو كان تحرك حشرات ! فكيف بمركبات إرهابيين تصل إلى القاعدة والشركة الأمنية البريطانية لا تعلم !! أهو تواطؤ ؟! ...
ولهذا أسرع رئيس الوزراء البریطانی للجزائر في أول زيارة من نوعها لرئيس بريطاني والهدف ان تتكتم الجزاٸر على أمر شركه التأمین، وليس كما يقول بعض المعارضين انها غضب بسبب قتلى بريطانيا وللأسف هذا ينم عن غياب وعي حتى عند النخبة المثقفة !!
لذا كان رد المخابرات قوي جدا ضد النظام والغرب ( أمريكا) فكان الهجوم على الإرهابين ولو مات الجميع وعلى رأسهم العمال الأجانب والجزائريين معا وهنا تتجلى العقلية الروسية الصرفة ...
فكانت صدمة النظام والدول الغربية قوية جدا، ولم يتوقعوا هذه الردة من التوفيق التي أغضبت الغرب وجعلت النظام يصمت طويلا في حيرة ...
وكانت حرفية القناص الذي ينتمي إلى قوات تتبع رئيس موالي للتوفيق الجنرال حسان سببا لفشل العملية بالكلية واخافت الغرب و جعلت الجناح الامريكي مصمم على اسقاط التوفيق ...
ألا يزال أؤلئك في قصص القط والقطط وقصة الزواف الفرنسية !؟
هل عَلِمَ أؤلئك أن التطهير في اللغة الماسونية هو تطهير المكان من كل من يقف ضدها وضد خططها ولو كان ملحد او شيوعي روسي الهوى ؟!
فكان التطهير لكل من يشك فيه انه موالي للتوفيق ...
.
الى جانب تطهير كل الضباط اصحاب الميول الاسلامية فهو تحذير اطلقته فرنسا بالامس القريب ..
صدق الامام الغزالي حين قال ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء الوطن يكفي أن تكون غبياً !!
بعد أن استفاق النظام البوتفلقي من الصدمة بدأ رد الفعل وبدأ التطهير !! ...
لماذا أطاحت أجهزة الاستخبارات الغربية بالجنرال “حسان” (التوفيق) ؟!
تواصل رد الفعل حتى 2015 حين تغلب الطرف الرئاسي على جناح التوفيق بإقالته، ولأن روسيا والصين لم تُرِد الفوضى، لم تستعملا الملفات التي تملكهما وكان أولها ملفي سوناطراك 1 و 2 ودخل التوفيق مرحلة الصمت المطبق ليسترجع قوته ...
في 1 نوفمبر 2018 إلتقى اجنحة النزاع بوتفليقة ويحيى القايد من جهة، والتوفيق من جهة أخرى ..
واتفقوا على مرشح توافقي الذي كان اللواء غديري مع ضمان الخروج السلس لبوتفليقة الغارق في قضايا الفساد ...
لكن المفاجاة، أمريكا لا تريد الغديري صاحب التدريب الروسي وطلاقة اللسان باللغة الروسية ! ...
فانقلب السعيد على التوفيق بإعلان ترشح أخيه للعهدة الخامسة، فتلقى التوفيق ضربة أخرى، فعاد بقوة بما يسمى الحراك الشعبي كردة فعل ضد السعيد الذي أعلن الترشح للخامسة واسقط الحراك ...
ولن تجد من معارضي الخارج من يأتي بالأطراف التي دعت لحراك 22 فبراير ...
وبعد 22 توسع الحراك لان الشعب كان غاضبا فعلا فاستمر ضغط الحراك الشعبي ضد الطرف الرئاسي حتى رضخ قائد الاركان واصطف الجيش في صف الشعب، واستعمل نفس ورقة التوفيق، لكن بتطبيق المادة 102 والتي غُفِلَ عنها !! فهي مادة تخرج الطرف الرئاسي من غير حساب وهذا ماحصل ... (ممنوع المساس بأصحاب مرتبة 33) كما ستسمح بإمتصاص الحراك وتفتيته بانقسام بين مؤيد للجيش ومعارض ...
ونجح القايد صالح في ذلك وهلل الشعب المسكين للبطل ...
والشكر الموصول لكل من شارك في المسرحية والمعركة مستمرة و شرسة ...
(معركة الروس وامريكا في الجزائر)
.
والتوفيق عاد الان، والصراع مستمر، والقادم حياة أو موت، فالصراع الروسي الصيني من جهة وأمريكا من جهة محتدم ...
فإن كان من نصيحة نراها لشعب الجزائر، كن ذكيا ولا تكن أحجار شطرنج تحركه من فوقه روسيا، الصين و أمريكا ...
إن كان من نصيحة فهي لزوم البيت والإكثار من الاستغفار والدعاء واترك سنة التدافع الالهية تأخذ مجراها ...
لان في نهايتها ستظهر الحقيقة ظهور الشمس في كبد السماء ...

تعليقات
إرسال تعليق