كعادتي أحب السهر والجلوس في ساعات الصباح الأولى في هذا الوقت الذي ينامه الجميع كما أنا الان مستيقظ وبرفقتي صوت خفيف لكارم وهو يغني أمانة عليك يا ليل طول شوية، أحب أن أقضيها مع مساحات أرحب من السماء فأصعد لسطح المنزل، غالباً ما اتأمل حركة الطيور التي تأتي من أعشاشها فوق شجر الشوارع بالمدينة، إنها تهرب خائفة لتنال قسط الأمان عند نومها هنا في منطقتي بالقرية بعيدا عن لَوَثِ البشر، كما تنال قسط غذائها بكل راحتها وأمان منا دون أن يعترض عليها أحد من سكان القرية، قبل أن تعود أدراجها نحو الغرب ..
أتأمل حركات وأصوات كائنات أخري تستيقظ مع الصباح، وأخري تنام، كآئنات طليقة مثل الطيور وقطط وكلاب الشوارع والفئران، وكآئنتات حبيسة كالطيور الداجنة والدواب...
إن حاسة السمع عندي هي أكثر من يستمتع عندي في هذه الساعات ..
يجذبني من جهة لأخري ما يرنو الي أذني من أصوات، قطة تموء هنا وديكٌ يصيح هناك وعصفور يغرد أثناء طيرانه، فيتجسد الفضاء المحيط بأصوات مجسمة الأبعاد، تعطي لذهني صورة صوتية أعمق بكثير مما هو مرئي ...
في النهاية آخذ فنجاني الذي أهدتني إياه سلمى والذي أملأه في عادتي الكبتشينو وألقي بما بقي به من شراب بارد كوني لا أفضله باردا وأنزل لأذهب للمسجد ...
تعليقات
إرسال تعليق