أياماً طويلة هي التي مرت و لا زالت تمر، أياماً طويلة ثقيلة أطوي آلامها في قلبي ووحدي ..
أمجد، ويا لسعدك إن كنت من المقربين لذاك الشخص العملاق الصلب المتماسك .. لكنني أختفي عن الأنظار أختفي عن الأنظار منذ سنين تمر في حقيقتها أياما لكنها بطول السنين، وحدي بعيدا عن الأعين كي لا تتهشم تلك الصورة لذاك الصلب الثقيل في عيون الآخرين، تجدني في سكناتي وحركاتي أملأت قلبي جمرا ملتهباً وكنت أرسم الابتسامة حتى لا أبدو منكسراً، كنت أتجنب الناس وأن أظهر للعلن كي لا يرى الناس تلك الهشاشة التي بلغت مداها وبلغت أن بدأت تظهر على ملامحي ..
أنا الذي كنت أجيد الإخفاء !! ..
أجدني وحدي أسير في طريق العمر وعلى جانبي طريقي الموحش المقفر أشجار الخريف ...
ولكم يكون الأمر عزيزا وصعبا على النفس يا عزيزي حينما حينما تكون في قعر الجحيم، عندما تكون أنت الذي تعطي وأنت الذي تقف لهم وأنت الذي تشعر بمأساتهم فتقف لجوارهم لتنتشلهم وتوقفهم ليكملوا الدرب والمسير، ثم تجد وأنت في قعر الجحيم تواجه عواصف الرياح العاتية وحدك بكل القوة الواهية التي توهمك بها هشاشتك ..
إن واحداً أعتقد أنه أنصفني فيما أمر به، محمود درويش حينما قال:
"وحـــدي . أراود نفسي َ الثكلى فتأبى أن تســاعدني على نفسي، ووحـــدي …. كنت وحدي عندما قاومت وحــدي … وحدة الروح الأخيــرة"
واحداهن من أعطيتها حبا وامتنان، لما وضعته من بصمات في محاولتاه دعمها لي وقتها، وودت لو أنه مسموح لي أن أقبلها لكنه من الممنوع .. وأتمنى حينما تقرئين ما كتبته أن لا تراجعيني في الأمر وارسمي ابتسامة على محياكِ ..
وأحدهم صديق يكبرني 4 أعوام، ورغم بعد المسافة بيني وبينه، أحسّ بغيابي واختفائي عن الانترنت فبادر وجالسني وترك بصمته في داخلي ..
إنها أشدّ أيامي سوداوية وثقلا وظلمة، لن انسى لهؤلاء مواقفهم معي، لن أنساه ولن أنساها ..
لكنني كالمعتاد أمضي وأمضي .. رغم الملح الذي يغطي جراحي .. رغم الطعنات النافذة في أعماق أعماقي .. سوف ألملم أشلائي وسأعود كبركان ثائر، كإعصار هادر .. وأقسم برب البيت على ذلك ..
ساترك هذه الأيام السوداء تمر فإنها لم تنتهي إنها فترة حاكلة السواد من حياتي ..
وإنني لا أريد من أحدٍ كائناً من كان ومهما ظنّ من منزلته في قلبي، أن يراجعني عن هذه الأيام أو يسأل سؤال .. لأنني لن أجيب وسأحذف رسائله وإن كان المقابل محو منزلته/ا أياً كانت المنزلة تلك من قلبي .. وهذا عهد ..
** أردت أن أكتب ذلك وأكمل فترتي .. لن أجيب أحد ولن أبحث عن أية رسالة أو أي أمر خاص أردت أن أكتب ذلك لأتناول جرعة هواء من الكتابة وأعود ..

تعليقات
إرسال تعليق