اكتب هذه الكلمات وفق ما تراه نفسي وما أنا مقتنع به كتدوينة توثق حالة سيئة في هذه الحرب القذرة وكباقي تدويناتي فقط لأجل الكتابة ..
حكايات نهب المساعدات موجودة بقوة منذ زمن بعيد في الشارع الفلسطيني منذ مدة تصل ل15 عام..
لكن ما يسلط الضوء اليوم على هذا الأمر هو الحالة الاستثنائية التي لم تمر بالتاريخ المعاصر والحديث من حرب تطهيرية ممنهجة متعمدة ولربما مصطلح الحرب التطهيرية الممنهجة كنت أول من أعاد استخدامه في هذه المرحلة في بوست سابق لي على صفحتي الشخصية بالفيسبوك لأنه التوصيف الصحيح لما يحصل ..
في هذه الحرب خرج المسيطرون على المساعدات بمصطلح مناديب مناطقية أو عائلية صراحة لا أعرف، لأن كثير من الحالات التي تحصل للأسف، هي أن أناس يلجأون لمندوب معين ليستفيدوا بعضا من حقوقهم فيتم اخبارهم انتم لستم من نطاق مسؤليتنا اذهبوا لمندوبكم فلان، وفلان يخبرهم انتم لستم من مسؤوليتي اذهبوا لمندوبكم علان، ويبقى المسكين يدور في حلقة مفرغة بين فلان وعلان، ولا أنا قادر على أن أعطيكم المصطلح الصحيح، أهم مناديب مناطقية أم عائلات في تلك المنظومات والاليات من التوزيع التي تخلق هذه الحجة من ضمن عديد الحجج كثغرة من عديد الثغرات لنهب بعض المساعدات ! ..
وأيضا من ضمن المسيطرون أؤلئك اللصوصيون المتسلقون على ظهر شعب أنهكته الجراح كامتياط الأبيض الأمريكي لظهر الأسود في عز تخلفهم وجهلهم قبل عقود عملاء للاحتلال في مشاركتهم بتعميق الجراح لهذا الشعب المكلوم، هؤلاء اللصوصيون أو ما يعرف بالانترنت عن لصوص اللقطة الذين يقتنصون لحظة ابتسامة او ما شابه وينسبون لأنفسهم صنع السعادة أمام العالم، وويحي ما أكثرهم في قطاع غزة ! يمتهنون مهنة النصب والتسول والتمثيل والتراجيديا وهؤلاء قذرون جدا ومقززون ويثيرون قرائحنا ..
هذه الفئة تتمثل بجُلِّ المشاهير في السوشيال ميديا، ممن يقتنصون لقطات في واقع مؤلم مزري، يصلون بحقارتهم أن يصلوا ليدرسوا المحتوى الذي يجب أن يقدموه لمتابعيهم الطيبين ممن تأصلت القضية في وجدانهم وعقائدهم يدرسون بشدة وعناية هل متابعيني يحبون التراجيديا المؤلمة ؟
فيقتنصون لحظات الأسى والحزن التي تمزق القلوب
وان كانوا ممن يثيرهم الأمل من وسط الألم يلجأون لاقتناص بعض لقطات تخرج عفوية من الناس أصلا، أو يتم شرائها ببعض النقود التي لا تسد رمقا، مثل اللصوص الذين يجملون حياة الخيام وحياة التخلف التي لا يستسيغها عاقل كزواج في هذه الحياة اللعينة أو أن حياة الخيام جميلة .. الخ
وان كانوا بين بين، من هؤلاء ومن هؤلاء، يتنوعون في محتواهم ..
اسألونا نحن في غزة عن هذه المهنة القذرة الحقيرة ..
منطقتي اسمها خزاعة، على زاوية الخريطة في قطاع غزة جنوب قطاع غزة، شرق خانيونس، منطقة زراعية حدودية من ٣ جهات يربطها بباقي قطاع غزة جهة، دُمِّرَت في الحرب ومسح مربع عائلتنا فيها بالكامل بشوارعه ببيوته بمؤسساته بكل بناياته سوي بالأرض ..
كغيرها من مناطق قطاع غزة في كل ما ذكرته في الأعلى فيها اللصوصيون، وفيها أؤلئك المناديب..
اللصوصيون في قطاع غزة ينشئون حملات تبرع عبر مواقع جمع التبرعات، لعل أشهرها موقع GoFundme وغيرهم يلجأ لغيره ممن يعرفهم من الخارج ولشدة طيبتهم وحبهم للقضية يساعدون عن طيب خاطر في انشاء حملات سواء عبر الانستا او الفيس او بنوك الكترونية كبايبال ..
كل تلك التبرعات تُجمَع بمهنة اللصوصية، من حملات المشاهير المتكررة التي تجمع مئات الاف الدولارات مرارا بعناوين مختلفة تذهب نصفها أو ثلثيها لجيوبهم الخاصة وحساباتهم البنكية وثلثها ينثر على الشعب المسكين الذي يعامل معاملة العبيد، يرافق ذلك النثر عليهم الذل والاهانة والاحتقار، يجب أن تتقبل كل ذلك حتى تتمكن من أخذ جزء من لقمة الذل، لا أعرف يحضرني مقطع من الأغنية الفلسطينية يا ولاد حارتنا، " يلعن أبوها للي جابوها "، فعلا يلعن أبوها للي جابوها ولأبو ونسل اللي جابوها، تلك اللقمة المغمسة بالذل والهوان والاحتقار ..
وفي منطقتي أيضا، نفس الشيء، هذا الحال ما بين اللصوصيون والمناديب كما باقي المناطق..
هنا تتوه بين المناديب الذين يعملون عن طيب خاطر، والمشكلة التي تكمن في مصادرهم خصوصا، في أعوانهم الحمقى الجاهلون الذين أعلت من شأنهم الحرب وجماعاتهم، وما بين اللصوصيون الذين ينهبون في الثلث المتبقي، ثلثين يذهبان لحساباتهم البنكية والثلث المغموس بالذل والهوان أيضا يسرق منه ليذهب لجيبهم ككاش يصرفون به، من صورهم، وللعلم صورهم كثيرة لن أستطيع حصرها في مقال، سأكتفي بذكر قليل منها فقط ..
من أبرز اللصوصية حاليا وظهرت في الحرب، موضوع مساعدات المياه التي بات كل اللصوصيون يلجأون لها، تلتقط للداعمين صورة او فيديو منفصلين خاصين يحملان تحايا لهم على دعمهم ووقوفهم لجانب القضية، الأول دفع حقيقة نصف أمواله بحق، ودعم الثاني تم نهبه، وفوقها أيضا يتم تزوير الوصل بمساعدة ممن يزودهم بالمياه لرفع الأسعار ونهب المبلغ الأكبر من الداعمين ..
هذه الصور ظهرت في الحرب لعدم توفر المياه الصالحة للشرب للنازحين، بينما قبل الحرب كانت متوفرة ..
وبنفس الفكرة باقي لصوصيتهم المتعلقة بتقديم المساعدات لدرجة أن أحد صورهم هي أن يتم وضع المساعدة في يد شخص ونفس المساعدة الخاصة بالشخص يتم تصويرها له نفسه بموقع مختلف وملابس مختلفة يتم إلباسها له سريعا، مقابل مبلغ نقدي بسيط اضافي لا يسمن ولا يغني من جوع ليشتروا صمته ..
او تصوير المساعدات في صور منفصلة او فيديوهات وهي جاهزة قبل التوزيع، في كل صورة اسم داعم تم خداعه في هذه العملية، بعدها يبدا التوزيع وفي عملية التوزيع لا يتم ذكر اسم متبرع لان الفيديو سيذهب للجميع، او ان المساعدات كافية لعدد كبير فيتم تصوير فيديوهين منفصلين على نصف باسم متبرع١ والنصف الاخر باسم متبرع٢ ..
والمناديب المجهولون أصلا لأنك تدور في حلقة مفرغة محاولا معرفتهم، لا يختلفون حالا في نهبهم ولصوصيتهم، وربما هم أقل نوعا ما
كون هناك بعض الرقابة الطفيفة عليهم وامتلاكهم المقدرة على الادارة، على عكس أعوان الاحتلال أؤلئك ..
والجميع هنا لا يكون شفافا مع المجتمع والناس، مع انه بامكانهم كل ذلك، ان يكونوا شفافين واضحين وان يمتصوا غضب الشارع، وأول ما يجب عليه فعلهم تغيير الحمقى الجهلة الفاشلين في حياتهم ودراستهم وتعاملهم مع الناس وأخلاقهم الذين أعلوا من شأنهم بانتمائهم لجماعة فلان وعلان..
لا يمكن الحديث عن خدمة مجتمع بمختلف أطيافه باعلاء حمقى جهلة لمناصب لا يستحقوها إلا لأنهم فقط ينتمون لجماعة سين وجيم ولهم علاقات وطيدة بالمناديب أو مسائيل اللجان ..
وفي كل الأحوال ما بين المناديب واللصوصيون، من يستحق الخدمة تلك الانثى مثلا التي تربطها علاقة وهمية بفلان أو تلك المرأة أو غيرهما، او ذلك الشخص الذي -من عظام الرقبة- أو بعض العنتريات أو ما يعرف -بالهياجة- لاثبات الذات امام الناس كشعور بالنقص من ظهور امام المجتمع ورفعة قامة فوجب ان يكون بعض العنتريات التي تثبت لأؤلئك أنهم قادرون وللأسف يحصل باستغلال تلك العلاقات وضعف أؤلئك المناديب أمامهم بغض النظر عن ضعفهم نبع عن طيب خاطر أم عن خبث ..
ولا يجب عليك أن تسأل لا المناديب ولا اللصوصيون، كيف يتم اختيار الأسماء، ولا حتى أن تسأل ان كنت انت ضمن الحسبان وانك موجود في قائمة الانتظار المهينة أم لا !
فقط يجب عليك أن تنتظر وإن كنت ممن أنعموا عليهم بنظرهم إليهم يأتيك دورك وغير ذلك لا تتحدث ..
وإن برروا لك يخرجون بمبررات تدفعك للجنون أنت العاقل ! يحاولون عقلنتها كوجود لجنة تشرف على العملية، كلمة لجنة يجب أن تتيقنوا من أنها ستكون موجودة في المبررات فقد خبرناها منذ سنيين في كل ازمة كانت تحصل وما أكثرها أصلا، سيخبرونك يجب موافقة اللجنة بالكامل، عاش حياته الغزي أصلا في أزمات متتالية ولجان ادارة ازمة متتالية فقد خبرناها جيدا، والمبررات نفسها، وعملية النهب نفسها تكون في الآلية وينتج عنها النهب العيني..
مقال صادم لك أخي القارئ في الخارج، هذه الحقيقة هنا في غزة التي يجب أن تعرف عنها أكثر وما أذكره لك لا يزال نقطة من بحر ما يمكنني قوله ..
يكتنف كل ذلك غموض في الرد، غموض في كل شيء، يجعلك متيقن تمام اليقين وتقسم بمن أحلَّ القسم أن الجميع ينهب وأن الجميع يسرق وليس شرطا السرقة هي سرقة عينية فقد تكون السرقة في الآلية وهي ما ينجم عنها سرقة عينية ..
الطيبون الأصلاء الكريمون في الخارج من أبناء القضية الداعمين، يدعمون بسخاء، رغم أن منهم مثقفون ورجال أعمال ومهندسون وأطباء، لا يجب أن نُذَكِّرُهم في مثل هذه الأحوال وهذه الشكاوى بوجود منظومة يتبعها المهندسون في المشاريع الدولية، وهي وجود مراقبين سريين ..
أستغرب كيف يخفى على كل أؤلئك المثقفون ذوي الشأن ذلك ؟!
ألهذا وصلتم بالرد على من يحدثكم؟!
نحن ننفق ولا ندري هل تصل أم لا ! ربما صدقتك ليست كاملة عند الله أصلا بعدم اتباعك لهذا الأسلوب ..
على الأقل أنا أرى في منطقتي الحقيقة أن الجميع أمام استحقاقات يجب عليهم دفعها من اللصوصيون والمناديب، إلى بعض كبار العائلة مع كامل احترامي لقاماتهم والذي متأكد أنهم قادرون على دفع تلك الاستحقاقات في سبيل تماسك العائلة ..
لربما أستكمل هذا المقال بمقالات أخرى، في سلسلة مقالات عن هذا الحال اللعين ..
وحينما أتفرغ واشفى من مرضي إن شاء الله سأنشر هذه المقالات مترجمة للانجليزية ..
.jpeg)
تعليقات
إرسال تعليق