هذا النص كنت كتبته قبل أسبوعين أو ثلاثة من اليوم الخميس، 13/3/2025 ..
كنت كتبتها في عز اليأس والخذلان، حينما تحدث العالم كله عن تهجير أهل غزة ..
كتبتها تحت هدير الطائرات وهدير الكواد الكابتر في يوم جمعة في خيمة النزوح فلم نستطع عودة الى ركام منازلنا المدمرة حتى اليوم ! ..
أشاركها معكم اليوم ..
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
إن قضية التهجير تشغلنا جميعا هذه الايام وتشغل العالم، فهل تنجح ؟
إن أي أمر ينشغل بالنا عليه، ما علينا إلا أن نقبل الى كتاب الله ..
فهل عالج القران هذه القضية الخطيرة ؟
وهل ورد ذكرنا في كتاب الله ؟
ان اعظم مشكلة يعاني منها الظالمون، والكفار، والطغاة، والقتلة، والارهابيون، والمنافقون، ومن جثا على صدور هذه الأمة، مشكلتهم كلهم أنهم لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا أن قدر الله لا يُغَالب، وأن قدر الله لا يُعَاند، وأن قدر الله سيتحقق شاءت الدنيا أم لم تشأ !
لنذهب لكتاب الله، لنرى كيف أن قدر الله سيتحقق وأنه لا يعاند، ونرى كيف حاول المجرمون من قبل، معاندة قدر الله ومُغَالبته، لنرى أي القدرين سيمضي ويتحقق ؟
قدر الله الغالب أم أؤلئك الذين غالبوا أو حاولوا مغالبة قدر الله ..
منهج التهجير منهج قديم عند الكافرين..
قال تعالى في سورة ابراهيم:
"وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمۡ لَنُخۡرِجَنَّكُم مِّنۡ أَرۡضِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۖ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ رَبُّهُمۡ لَنُهۡلِكَنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ"
فترامب ليس أول من طرح قضية التهجير، فقد اخبرنا الله ان كل المجرمين من قبل حاولوا اخراج المسلمين، والمرسلين ، والمستضعفين..
ليس هذا فقط ! بل قال بعدها:
"وَلَنُسۡكِنَنَّكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ"
"وَٱسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ"
بداية ونهاية في آيتين، فالله يُخبرنا أن المجرمين والكافرين ممن كانوا يعيشون من قبلنا كانوا يهددون انبياء الله ورسلهم بالاخراج من ارضهم، والى ان يعودوا للكفر من جديد، والله يخبرنا كما اقسم هؤلاء على اخراج المرسلين، اقسم الله انه سيهلكهم اجمعين ..
" لنهلكن الظالمين "
وخاب وخسر كل من دخل في معاندة قدر الله، وانبياء الله، وأولياء الله، واتباع الانبياء والمرسلين...
هذه الاية وضحت لنا سنة من سنن الله، أن كل من حاول اخراج المستضعفين من ارضهم، اقتضت سنة الله أن يهلكهم وأن يورث المشتضعفين الارض ..
* قوم شعيب:
كانوا يطففون في المكيال، فأرسل الله لهم شعيب
"وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَاكُم بِخَيۡرٖ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ مُّحِيطٖ"
هناك قدر كُتِب وهناك من حاول أن يعاند هذا القدر، وهناك نهاية لهذه المعركة !
ماذا قال هؤلاء ؟!
"قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفٗاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزٖ"
لكنهم يعاندون ويغالبون قدر الله، ونسوا أن هذا الإله العظيم لا يغالبه أحد، ولا يقدر عليه أحد، ولا يقف في طريق أقداره أحد !
ونحن لا نراك بأعيننا لا أنت ولا المؤمنين معك، أنتم قلة ! لا يمكنكم أن تقفوا أمام قوتنا..
وماذا يقول اليوم القائلون ؟
سنخرج هؤلاء الفلسطينيين، لنا سنة ونصف نقتلهم وندمر كل شيء، ثم اذا ما أمرناهم بالخروج، فإنهم سيخرجون، لماذا ؟ "وإنا لنراك فينا ضعيفا"
"قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ قَالَ أَوَلَوۡ كُنَّا كَٰرِهِينَ"
هجرة من جديد !
ليس هذا فقط !
"وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَئِنِ ٱتَّبَعۡتُمۡ شُعَيۡبًا إِنَّكُمۡ إِذٗا لَّخَٰسِرُونَ"
أولا، كفروا بالله، وأشركوا به، ورفضوا أن يخضعوا لدعوة نبيه بأن يعدلوا في الميزان، وفوق ذلك تحدوا ربهم بأن قالوا:
أن هذا النبي من أنبياء الله ضعيف حتى لو استند لله القوي العزيز !
يقولون لأنبياء الله، أنت ضعيف حتى لو كان الله معك !
أولم يقل نتنياهو ذلك ؟!
أولم يقل نتنياهو قبل أشهر:
"سنهزمهم ولو كان الله معهم"
الله الذي معنا، ورأيتم قبل أيام بأم أعينكم، الجحيم الذي هددنا به ترامب، تحول الى لفتة خفيفة يريدها من أهل غزة أن يعطوه عددا من الاسرى !
أين الجحيم، أين القوة، أين البطش، أمام إرادة الله وقوته ؟!
وفي ختام هذه القصة، قصة شعيب، من الذي كان ضعيفا ومن الذي كان قويا ؟!
قال الله تعالى:
"فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ"
"ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَاۚ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ"
أبى الله إلا أن يذلهم، وأن يخزيهم وأن يسطر في كتابه، أنهم كانوا الخاسرين ..
* قوم لوط:
ارسل الله لهم نبيا نهاهم عن الفاحشة التي كانوا يأتونها، فأبوا إلا كفورا ..
"فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ"
يظنون أنهم نظيفون، أخرجوهم انهم اماس يتطهرون !!
هجرة من جديد !
هجروهم، ماذا قال الله ؟
"فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ"
الغابرين هم الباقين، فامرأة لوط أبت إلا أن تكون معهم، من الكافرين..
أرادوا تهجير لوط والمؤمنين، فكان قدر الله بأن لوطا الفائز، فأي القدرين تحقق، قدر الله أم ما أراد المعاندين ؟!
"وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ"
أين قوم لوط ؟!
ماذا حصل لهم حينما نزلت عليهم تلك الحجارة كمطر من السماء ؟!
هل استطاعوا أن يقفوا في وجه قدر الله ؟!
* قوم ثمود:
ارسل الله اليهم نبي الله صالح، فقال لهم يا قوم، هذه ناقة الله لكم اية، فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوعا بسوء !
أرادوا اية ليؤمنوا، فلما جاءتهم الاية، الله زاد عليهم العقوبة..
فهؤلاء المجرمون كعادة المحرمين اليوم، أرادوا من جديد أن يعاندوا قدر الله ويغالبوه ويقفون في وجهه، رغم أنهم يعلمون عذاب قريب لو مسوها بسوء، فماذا فعلوا ؟
- عقروها، تحدي، لا يرون أحدا !
فهل كانت العاقبة للمتقين أم للمعاندين ؟!
فماذا كان الرد ؟
"فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ"
في المرة الاولى قال لهم: اذا اممستموعا بسوء سيأخذكم عذاب قريب، فعاندوا وغالبوا وقتلوها..
وفي المرة الثانية، قال لهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام..
هل سألتم أنفسكم، لماذا في هذه الثلاثة أيام، لم يفكر أحد منهم بالهرب أو الاحتياط ؟
أطلع برا البلد شوي واشوف شو يصير !
لقد كانوا ينتظرون قدر الله لأن قدر الله لا يُغَالب ..
"فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ"
"وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ"
"كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ"
فكانت خاتمة هذه القصة أن أؤلئك الذين عاندوا قدر الله توعدهم الله بعد ثلاثة أيام بوعد غير مكذوب، أن هذا الوعد الصادق غير المكذوب جاء بعد 3 أيام ولم يتخلف ولم يتأخر !
* قصة فرعون:
حينما أرسل الله له موسى عليه السلام، لينقذ بنو اسرائيل مما كانوا فيه من ظلم وعذاب شديد، ماذا كان من فرعون ؟!
- فأراد أن يستفزهم من الأرض
يعني يخرجهم من الارض، يهجرهم..
"فَأَرَادَ أَن يَسۡتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ فَأَغۡرَقۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ جَمِيعٗا"
"وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا"
- هل تلاحظون في هذه الآية شيئا ؟!
الله يخبرنا عن فرعون الذي حاول تهجير بني اسرائيل، فأغرقه الله ومن معه جميعا، ثم قال لبني اسرائيل اسكنوا الأرض..
لقد قلنا أن سنة الله تقتضي أن كل من يحاول اخراج الناس من أرضهم ظلما وعدوانا، سنة الله تقتضي أن يُهلكه وأن يورث أرضه للمستضعفين ..
"وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا"
اسكنوا الارض، يعني أورثهم الأرض !
فإذا جاء وعد الاخرة، جئنا بكم لفيفا !
يخبرنا الله بهذه الحادثة التي حدثت قبل آلاف السنين، أن إذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ..
فقدر الله كُتِبَ منذ زمن، فهل أتوا لفيفا أم لم يأتوا ؟!
جيء بهم من كل مكان، وها هم اليوم موجودون في أرضنا نقاتلهم ويقاتلونا..
فمن الذي جاء بهم ؟!
- الله، مصداقا لقدره الذي كتبه في عليين منذ خلق السماوات ..
التهجير، هذا المخطط المجرم، استهدف به كفار مكة نبينا صلى الله عليه وسلم منذ القدم ..
إن آية الأنفال ذكرت لنا أن كل المخاطر التي يهددنا بها الأعداء إما أن تكون واحدة من ثلاث:
"وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ"
فإما يُثبتوك (يعتقلوك) أو يقتلوك أو يهجروك !
العجيب في هذه الآية أنها آية مكية، نزلت قبل الهجرة، والله في قدره الذي كتبه يعلم أن المجرمين سيخرجونه ، ولربنا ورقة بن نوفل يوم أخذت خديجة النبي إليه بعد أن جاء فزعا من الغار، قال ورقة لها وله:
" ليتني كنت يوم أن يخرجوك" فقال النبي: "أومخرجيّ هم ؟!" يعني هل سيهجروني من مكة ؟!
قال ورقة: "نعم، ما جاء أحد بمثل الذي جئت به إلا وأخرجه قومه"
كان يستشرف أنهم سيخرجونه لكن متى ؟ لا يعلم ..
الله عز وجل أخبر نبيه برسالة تهديد واضحة، ينبغي أن يوصلها لكفار وزنادقة قريش، هذه الرسالة:
"وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا"
الله يقول للنبي، هؤلاء الناس يخططون لاخراجك ويهجروك، ويخبره اذا حدث ذلك، فانهم لن يبقوا على قيد الحياة الا قليلا !
هذا قدر الله، الذي كتبه الله، وأنزله على نبيه قبل الهجرة، ويخبره أن من سيخرجوك، لن يبقوا بعد اخراجك على قيد الخياة الا قليلا ..
وحاشى لله أن يهلف وعده، فأخرجوا النبي من مكة وهجروه، وبعد عامين، حدثت معركة بدر، فمن الذي قُتِل ؟
- كل الذين جلسوا في مجلس السوء والسم الذين قرروا تهجير واخراج النبي قتلوا في معركة بدر ليتحقق قدر الله الذي أنزله على نبيه قبل الهجرة بسنوات ..
قتلوا جميعا، من أبي جهل، لعتبة بن أبي معيط، لأمي بن خلف، وكلهم ..
ليتحقق قدر الله وليؤكد أن أحدا في الدنيا لا يستطيع أن يقف أمام قدر الله..
ويبقى السؤال:
ما هو قدر الله الذي كتبه لنا في فلسطين ؟!
ماذا كتب لنا في أرض المحشر والمنشر، الارض الطاهرة المطهرة، ماذا كتب لنا ونحن مرابطون في عسقلان الى أن يرث الله الارض ومن عليها منصورون لا يضرنا من خالفنا أو خذلنا ؟!
قال الله تعالى لبني اسرائيل في الاية الواضحة التي يحفظها صغيرنا وكبيرنا:
"إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا"
سيأتي وعد الآخرة أم لا ؟!
- سيأتي
لن يقفوا أمام قدر الله، لن يقفوا أمام المجيء، فلن يؤخروه عن موعده، ولن يستعجله أحد ..
سيأتي وعد الله ..
كما فشل قوم شعيب في معاندة قدر الله، وقوم ثمود، وفرعون، وأهل مكة، فلن يستطيع أحد من الدنيا أن يقف أمام هذا القدر الذي سطره الله في كتابه..
فإنا والله في غزة، في فلسطين، في القدس، في الضفة، في الداخل المحتل، على موعد مع وعد الآخرة، الذي سيأتي بإذن الله، بنا أو بغيرنا، المهم أن يكون لنا سهم ..
والقدر الثاني الذي سطره الله على لسان نبيه:
" لا تزال طائفة من أمتي، على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قيل أين هم يا رسول الله ؟ قال: في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس "
فقدر الله الثاني الذي سطره على لسان نبيه، أننا سنبقى في هذه الأرض، حتى يأتي أمر الله، شاء ترامب أم لم يشأ، وأنه وإن استطاع أن يخرج جزءا منا، أو أن يخرجنا جميعا، فستبقى هذه الأرض فيها طائفة منصورة تقهره، وتقهر أعداء الله، ولا يضرها من خذلها أو خالفها إلا بلأواء حتى يأتي أمر الله..
أما القدر الأخير، قال صلى الله عليه وسلم:
" أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإمائهم مرابطون، فمن نزل مدينة من المدائن، فهو في رباط، ومن نزل ثغرا من ثغورها فهو في جهاد "
نسأل الله أن يُقِرَ أعيننا بأقداره التي يعز فيها ديننا ويظهر فيها عزنا، ونرى فيها شفاء غيظ قلوبنا من أعدائنا ..

تعليقات
إرسال تعليق