لماذا تتكرر الاخطاء التاريخية رغم كثرة الدروس ؟!

القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا تتكرر الاخطاء التاريخية رغم كثرة الدروس ؟!

 لماذا تتكرر الاخطاء التاريخية رغم كثرة الدروس ؟!



الحقيقة أن تكرار الاخطاء التاريخية ليس عجزا في المعرفة ولا نقصا في التراكم البشري بل هو نتيجة مباشرة ل 3 قوى متجذرة في طبيعة الانسان والمجتمع اولها ان المصالح اللحظية اقوى دائما من الذاكرة البعيدة فالحاكم او النخبة حين يقفون امام قرار يضمن لهم مكاسب عاجلة لا يردعهم ما دونته كتب التاريخ عن انهيار من سبقهم ..

ثانيها، ان التاريخ غالبا يقرأ قراءة انتقائية تستخدم حوادثه كسلاح سياسي لتبرير ما هو قائم لا لاجتناب الاخطاء فيغدو التاريخ اداة تزوير بدل ان يمون اداة وعي ..

ثالثها، ان الحماعات البشرية تتوارث اوهام الاستثناء فكل امة تظن انها تختلف عن غيرها وان ما اسقط الرومان او العباسيين لن يسقطها ثم تسقط بالسبب نفسه ..

ابن خلدون قدم الاساس النظري لذلك حين وصف الدورة الحضارية:

العصبية تنشئ الدولة ثم يأتي الترف فيفسد الاخلاق ثم يبدأ الضعف حتى السقوط ليست هذه دورة قدرية بالمعنى الغيبي بل قانون احتماعي قائم على التجربة المتكررة وما دامت طبيعة البشر لم تتغير فإن الاخطاء نفسها ستتكرر ...

ارنولد توينبي، المؤرخ البريطاني ذهب الى الفكرة ذاتها حين قال ان الحضارات لا تموت بالقتل وانما بالانتحار، اي ان الخطأ يعاد بارادة أهل الخضارة انفسهم ..

اذن، فالتاريخ يعيد نفسه لان الانسان لم يتغير !

غرائز السلطة والجشع تتغلب على العقل والذاكرة والعبرة لا تتحول الى نظام يلزم الناس لذلك قال هيغل ان "العبرة الوحيدة من التاريخ هي ان الناس لا يتعلمون منه" 

وهي عبارة تلخص النأساة البشرية ..

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات